سورة الصافات - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الصافات)


        


من شيعته: من جماعته الذين ساروا على منهاجه. سليم: سالم من جميع العلل والآفات النفسية. أئفكاً: اكذبا. سقيم: مريض. راغ الى: مال اليهم سرا. وراغ عليهم: مال عيهم ضربا، وراغ لها معان اخرى. باليمين: بقوة وشدة. يزِفّون: يسرعون.
وان من شيعة نوحٍ الذي ساروا على نهجه ابراهيمَ عليه السلام، اذ أقبل على ربه بقلبٍ طاهر خالٍ من كل سوء، وانكر على قومه وأبيه ما يعبدون من الاصنام، وقال لهم: اتعبدون آلهةً غير الله كذباً وزورا!.
{فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العالمين} حى تعبدوا غيره من هذه الاصنام.
{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النجوم} ليستدل بها على خالق الكون، فوجدها متغيرة متحولة.
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} من هذ الاحوال ومن عبادة غير الله.
فأعرض عنه قومه وتركوه. فذهب مستخفيا إلى اصنامهم وسألهم مستهزئا فقال لهم: {أَلا تَأْكُلُونَ؟ مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ}؟ لماذا لا تتكلمون؟. فمال عليهم بضربٍ شديد فكسّرهم حتى حطمهم جميعا. فأقبل قومه اليه مسرعين يعاتبونه على ما ارتكب في شأن آلهتهم. فقال لهم ابراهيم، موبخا لهم: أتعبدون ما تنحتونه بأيديكم من حجارة، واللهُ خلقكم وخلقَ ما تصنعون بأيديكم، أين عقولكم!!
فلما أعجزتْهم الحيلةُ ولزمتْهُم الحجة قالوا: ابنوا له بنيانا، واملأؤه ناراً وألقوه فيها. لقد أرادوا ان يحرقوه وينتقموا منه، فأنجاه الله من النار بعد أن ألقوه فيها، {فَجَعَلْنَاهُمُ الأسفلين}. وقال ابراهيم لمّا يئس من ايمانهم: إني مهاجرٌ إلى ربي، وهو سيهديني إلى الخير والمقر الأمين.
قراءات:
قرأ حمزة: {يزِفون} بضم الياء. والباقون: {يَزفون}. وهما لغتان.


فلما بلغ معه السعي: فلما أدرك وكبر. أسلما: استسلما لأمر الله. تلّه: كبّه على وجهه. صدّقت الرؤيا: حققت ما طلب منك. البلاء المبين: الاختبار الواضح. بِذبح: حيوان يُذبح. باركنا عليه: أفضنا عليه البركات.
لا يزال الكلام عن سيّدنا إبراهيم بعد أن نجّاه الله وهاجر إلى ربه، وكان وحيداً لم يُرزق ذرية، فاتجه إلى ربه يسأله الذريةَ الصالحة، فاستجاب الله دعاءه بقوله: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ} هو اسماعيل. وكان كما قال تعالى: من الصالحين. وشبّ وكبر، ولما بلغ مبلغ الرجال قال له أبوه إبراهيم: يا بنيّ، إني رأيت في المنام وحياً يطلب مني أن أذبحك تقرباً إلى الله، فانظر ماذا ترى؟. فقال اسماعيل: يا أبت، افعلْ ما تؤمر به، {ستجدني إِن شَآءَ الله مِنَ الصابرين}. فلما استسلما وانقادا لأوامر الله وقضائه، ووضع ابراهيمُ ابنَه على الأرض ليذبحه (وبذلك نجح ابراهيم وابنه في الامتحان)، ناداه الله تعالى: {أَن ياإبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ} وحقّقتها فعلا. وعلم الله بذلك صِدْق ابراهيم واطاعة ابنه له ولربه.
{كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين}
نجزيهم أحسنَ الجزاء لقاءَ إطاعة اوامرنا، ونجزيهم بتوجيه قلوبهم ورفعها إلى مستوى الوفاء.
ثم بين الله عظيم صبر إبراهيم على امتثال امر ربه مع ما فيه من عظم المشقة فقال: {إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}
ما دمت يا ابراهيم قد جُدْتَ بأعزّ شيء عندك، وهو ابنك الوحيد، (وما أعظم هذا الابتلاء الذي ابتليناك به أنت وولدك) فقد امرنا افتداءه بكبش عظيم. واصحبت تلك سُنّةٌ له ولمن جاء بعده، وهي سنة النحر في عيد الأضحى، ذكرى لهذا الحادث العظيم.
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين}
وابقينا له الثناءَ والذِكر الحسن على الألسنة إلى يوم القيامة، فهو مذكور على توالي الاجيال والقرون. {سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين}.
سلام عليه من ربه يسجَّل في كتابه الباقي إلى يوم الدين.
وكرر الله قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين} على الوفاء والطاعة والاستقامة بالذكر الحسن والسلام والتكريم. فانه من عباد الله المؤمنين حقا.
ثم يتجلى عيله ربه بفضله مرة أخرى فيهبُ له (إسحاق) في شيخوخته، ويباركه ويبارك ذريته: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وعلى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ}.
وفي ذلك تنبيه إلى ان النسب لا أثر له في الهدى والضلال، وان الظلم في الأعقاب لا يعود إلى الأصول بنقيصة، {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} [الأنعام: 164] [الإسراء: 15] [وفاطر: 18].
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {ماذا تُرِي} بضم التاء وكسر الراء. والباقون: {ماذا ترى} بفتح التاء والراء.


الكرب: الشدة. المستبين: الواضح. بعلاً: اسم الصنم الذي كانوا يعبدونه.
في هذه الآيات الكريمة يتحدّث القرآن الكريم عن سيدنا موسى وهارون وإلياس. وقد تقدّم الكلام عن موسى اكثر من مرة، وهنا ذُكر باختصار. اما الياس فقد ذكر مرة في سورة الانعام بقوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا ويحيى وعيسى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصالحين} وهنا في عشر آيات.
والمعنى: ولقد تفضلنا على موسى وهارون، ونجّيناهما وقومهما من فرعون وقومه بعد أن كانوا في كرب عظيم من الظلم والاضطهاد، ثم نصرناهم على الكافرين. وآتينا موسى وهارون التوراة ذات البيات العظيم {وَهَدَيْنَاهُمَا الصراط المستقيم} وأبيقنا لهما لاذكر الحسن والثناء الجميل.
{سَلاَمٌ على موسى وَهَارُونَ}
اننا على هذا النحو نكافئ المحسنين، انهما من عبادنا المؤمنين.
قال ابن جرير: إن الياس من انبياء بني اسرائيل، ويقول بعضهم: إنه إدريس الذي جاء ذكره في سورة مريم والأنبياء، فنصح قومه ان يتركوا عبادة صنمهم بعل، ويعبدوا الله، فكذّبوه، فجزاؤهم جهنم يوم القيامة الا قوما منهم أخلصوا العمل لله وأنابوا اليه.
إل ياسين: لغة في الياس.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وحفص: {الله ربكم ورب} بالنصب، والباقون بالرفع. وقرأ نافع ويعقوب وابن عامر: {سلام على آل ياسين} بمد همزة آل والاضافة. والباقون: {إلْ ياسين}. فمن قرأ {آل ياسين} يكون معناه آل محمد، وقال بعضهم آل القرآن.

1 | 2 | 3 | 4 | 5